الجمعة، 5 أغسطس 2011

عرس في وزارة الداخلية



عرس (في وزارة الداخلية)

 

كتابات - بشرى الهلالي

 

انتظر العالم بلهفة حدث زواج الامير وليم وكاثرين الذي قيل انه كان العرس الاضخم خلال القرن الماضي والحالي، خصوصا في انكلترا، وفي يوم العرس تزينت انكلترا بكل انواع الورود والاضواء، وسبقت جوقات الحرس الملكي موكب العروسين، فكان مشهدا مثيرا استقطب اهتمام ملايين المشاهدين في مختلف انحاء العالم، ورغم كل الاستعدادات والبذخ الذي رافق العرس لم نسمع صوت اطلاقة رصاص ولم نر اي مشهد يثير قلق او رعب او سكينة المواطنين بل كان عيدا من الفرح. ويبدو ان احد المستشارين في وزارة الداخلية رأى ان ينافس الامير تشارلز -والد وليم- في التحضير لزواج ولده، فاقام هو الاخرعرسا لولده (مشابها) لعرس وليم ولكن بطريقة مختلفة قليلا!!

 

ففي يوم الخميس الماضي، شهدت الكرادة عرسا (حربيا) احتفاليا ضخما لم يسبق له مثيل، وكون اهالي المنطقة والمناطق المجاورة لم يكونوا على علم بموعد العرس (لضرورات امنية)، فقد كان وقعه مفاجئا مما دفع بالعديد من الاهالي والمارة الى الهروب من الشوارع والعودة الى ديارهم وهرعت الامهات الى الطرقات بحثا عن اطفالهن خشية تعرضهم لخطر ما، أما السبب في كل هذا الذعر والخوف الذي سببه العرس التاريخي فهو ان الجميع ظن ان حربا اهلية حدثت في منطقة الكرادة، بينما نقل البعض الاخر اخبارا عن مواجهات عنيفة في ساحة عقبة بن نافع، وبالغ البعض الاخر فقال ان هجوما مشابها للهجوم على كنيسة النجاة قد حدث على احد المرافق المهمة في المنطقة. ففي مسيرة (عسكرية، حكومية، رسمية) سارت كتيبة من الحرس والشرطة -مشيا على الاقدام- امام سيارات (الزفة) الهائلة العدد، وقد حمل كل منهم سلاحه واشعل جو الكرادة بانواع الاطلاقات النارية حتى قيل ان البعض استخدم القاذفات وخشي البعض الاخر من ان يفكر احد منظمي العرس باستخدام قذيفة هاون. وبالطبع، لايحتاج الامر الى ذكر الاجراءات الامنية التي تخللت مساء الخميس، فقد تم قطع الطرقات المؤدية الى موكب العرس واستنفرت نصف وزارة الداخلية لتطويق المنطقة واعاقة حركة المواطنين واعمالهم وظلت قلوب اهالي الكرادة والمناطق المحيطة تخفق -لا فرحا بالعرس بل خوفا من العواقب- حتى رحيل موكب العروس الى –يعلم الله أية دولة في العالم لقضاء شهر العسل.

 

ما كان جديدا في هذا الحدث هو انها المرة الاولى التي تشهد بغداد فيها عرسا لابن احد المسؤولين، مما يوحي بالاستقرار الامني –كما قال البعض- ومنّى البعض الاخر نفسه في انه سيشهد اعراسا اخرى فخمة لابناء المسؤولين عوضا عن ان يشاهد لقطات منها تصله عبر الرسائل الالكترونية لتكشف عن البذخ والثراء الذي يتمتع به ابناء هؤلاء وهم يقيمون اعراسهم في لندن وميونيخ وتركيا وباريس. وفي جواب لاحد افراد الشرطة عندما سأله احد المواطنين عن سبب الهجوم العسكري في منطقة الكرادة والحواجز التي منعته من الوصول الى بيته، رد الشرطي: لا اعلم فلم يصلنا اي تبليغ رسمي بان هناك عرسا سيقام لابن مستشار (في وزارة الداخلية)!

 

فبهت المواطن من الاجابة وفكر في نفسه : ماذا لو قرر احد ابناء الرئاسات الثلاث الزواج في بغداد؟ هل سيعلن منع التجوال؟

 

Alhelali_bu@yahoo.com

جريدة الناس 3-7

--
لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في‏ مجموعة "منظمات
المجتمع المدني وناشطين في حقوق الانسان".
المعتمدة لدى اتحاد الصحفيين العراقيين تحت رقم (12) لسنة 2011
 
لإرسال رسالة الى المجموعة او لارسال اخبار عن انشطتكم او ارسال اي شيء مفيد للجموعة .ارسل من خلال الايميل الاتي
fiaid@googlegroups.com
 
لخيارات أكثر، الرجاء زيارة المجموعة على
http://groups.google.com/group/fiaid?hl=ar?hl=ar
مع تحيات اخوكم فؤاد فليح حسن مدير المجموعة
 
 
 
مع جزيل الشكر والتقدير
أخوكم
فؤاد فليح حسن
009647901760523
009647700874290
The_elector77@yahoo.com
The_elector77@hotmail.com
Fiaid.hassin@gmail.com
http://groups.google.com/group/fiaid

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق